تكريما لسلوى
نعلمكم بهذا الخبر وقلوبنا يكتنفها الحزن وعميق الأسى: لقد تم إغتيال صديقتنا وشريكتنا العزيزة سلوىبوقعيقيص في منزلها في بنغازي، بعد إدلائها بصوتها في الإنتخابات البرلمانية في ليبيا يوم 25 يونيو/حزيران.
لقد كانت سلوى تجسد الكرامة، والخير، والإنسانية. وحاربت بلا خوف، وبمثابرة وبلا هوادة ليس فقط من أجل حقوق المرأة، ولكن أيضاً من أجل حق الليبيين في العيش بدون ظلم، وإضطهاد، وتهميش، وتعذيب. فالكاريزما التي تتمتع بها، وعزمها، وحماسها شكلت مصدر إلهام للآخرين لكي يلحقوا بمسيرة نضالها من أجل إحداث تغيير حقيقي، وقد ساهم كرمها وحفاوتها في بناء الثقة والصلات التي حفزت حركة بأكملها في ليبيا.
قام الكثيرون بتسمية اليوم “اليوم الذي ماتت فيه ليبيا”. فقد جسدت سلوى أفضل ما في ليبيا. فقد كانت إيجابية، ومفعمة بالأمل، وتطلع دائماً إلى المستقبل. وقد حاربت بضراوة عن حقوق الإنسان وحقوق المرأة وكذلك الكرامة والصدق. والهمت الكثيرين على السير في خطاها، وقول الحقيقة والنضال من أجل ما هو صحيح وما هو الأفضل من أجل مستقبل ليبيا. وكان يعتقد الكثيرون بأنها سوف تكون رئيس ليبيا.
لقد كانت أيضاً صديقة عزيزة، وصادقة وإنسانة حقيقية لها تأثير على الناس بطريقة خاصة جداً من اللحظة الأولى التي يلتقون بها. وكانت تتمتع بخفة دم عالية وإحساس بالفكاهة. لقد فقدت ليبيا حقاً إمرأة عظيمة. فقد كانت تنير كل غرفة تدخلها وحياة كل شخص بابتسامتها الساحرة. وكانت في نفس الوقت متأنية وحذرة، ومستمعة جيدة، وأما عظيمة وصديقة مقربة جداً من أولادها. وكانت تستمتع كثيراً بالحياة وبكل مغامراتها. كما كانت كثيرة الإهتمام بالآخرين ومراعية لحقوقهم و مشاعرهم وإمرأة محبة وطيبة تترك إرثا من الأمل ورائها.
أملنا هو أن نتمكن من مواصلة العمل الذي كانت قد بدأته لتوها، وأن نجعلها فخورة بما نحن قادرون على تحقيقه معاً.
رحم الله الفقيدة وتغمدها بفائق رحمته واسكنها فسيح جناته.
المفطورة قلوبهن،
هيباق عثمان وفريق كرامة